التَعْلِيْمُ
بَيْنَ الَمضِى وَ الحَاضِرِ
هُنَاكَ اِخْتِلَافَاتْ كثِيْرَةُ. بَيْنَ التَعْلِيْمِ
فِى الماَضِى وَ الحَاضِرِ. وَ مِنْ تِلْكَ الاِخْتِلاَفَاتْ أَنَّ فُرْصَ
التَعْلِيْمِ كَانَتْ قَلِيْلَةً فِى الماَضِى ، حَيْثُ كَانَ يَلْتَحِقُ
بِالُمدَارِسِ طُلَّابٌ قَلِيْلُوْنَ، هُمْ – فِى الغَلِبِ – أَبْنَاءِ
الأَغْنِيَاءِ وَ سَكَّنَ الَمدَنِ. أَمَّا اليَوْمَ، فَقَدْ أَصْبَحَ
التَعْلِيْمِ حَقًّا لِكُلِّ مَوَاطِنِ، فَكَثُرَ عَدَدُ الُطلَّابِ، وَ
اِنْتِشَارَتِ الُمدَارِسِ فِى كُلِّ مَكاَنٍ ، وَ شَاعَ القَوْلُ : "
التَعْلِيْمُ كَالَماءِ وَ الهَوَاءِ "
كَانَ طُلَّابُ العِلْمِ– فِى الَمضِى –يُسَافِرُوْنَ
مِنْ بُلْدٍ إِلَى بُلْدٍ لِطَلَبِ العِلْمِ ،وَكَانُوا يُوَاجِهُوْنَ فِى
سَفَرِهِمْ كَثِيراً مِنَ التَعْبِ. فَكَانُوا يَرْكَبُوْنَ الجَمَالِ أَيَّامًا
وَ شُهُوْرًا . أَمَّا اليَوْمَ، فَالُمدَارِسُ وَ الجَامِعَةُ كَثِيْرَةُ فِى
كُلِّ مَدِيْنَةٍ وَ قَرْيَةٍ تَقْرِيْبًا، حَيْثُ يَذْهَبُ الطَّالِبُ إِلَى
مَدْرَسَتِهِ، أَوْ جَامِعَتِهِ بِالسَيَّارَةِ أَوْ سَيْرًا عَلَى الأَقْدَامِ .
وَ مِنْ نَاحِيَةِ أُخْرَى يَسْتَطِيْعُ الطَّالِبُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَهُوَ فِى
بَيْتِهِ عَنْ طَرِيْقِ الشُبْكَةِ الدَوْلِيَةِ.
مِنَ الاِخْتِلَافَاتْ أَيْضًا، أَنَّ الُمعَلِّمَ
كَانَ لاَ يَطْلُبُ أَجْرًا عَلَى عَمَلِهِ فِى الَمضِى، لِأَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ
الأَجْرَ مِنَ اللهِ. وَ كَانَ هَدْفُ الطَّالِبَ طَلَبِ العِلْمِ. أَمَّا
اليَوْمَ، فَقَدْ اِخْتِلَافَ الأُمْرَ، فَالُمعَلِّمَ يَطْلُبُ كَثيْرًا مِنَ
الأَجْرِ، وَ الطَّالِبُ يُفَكِّرُ فِى الشَهَادَةِ قَبْلَ العِلْمِ لِأَنَّهَا
وَسِيْلَةً إِلَى العَمَلِ.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar